وارد صادر

هذه القصة مبنية على قصة حقيقية وتم تغيير الأسماء للتمويه :)

"كمال" شاب في الثلاثينات من العمر يعيش في قرية بعيدة عن المدينة
في خلال تنقله لاحظ أن اللوحة التي تشير الى القرية أصبحت قديمة وبحاجة الى التجديد.
ولأن "كمال" شخص ايجابي ونشيط يأخذ على عاتقه مسؤولية مراجعة الجهات المختصة لإيجاد حل
يقوم بتجميع الأوراق اللازمة التي يشرح فيها أهمية قريته
وكيف أن الوصول لها أصبح صعبا بسبب اللوحة المهترئة.

في مكتب العمدة
يقوم "كمال" يتقديم الأوراق في مكتب العمدة
مدير مكتب العمدة يطلب منه بعض التعديلات على الطلب ليستطيع رفعه للعمدة!
يبدو أن الأمور تسير بسلاسة إلى الآن...
فقد تم صرف رقم "وارد" "لكمال" ليراجع به.
وافق العمدة على الطلب المنطقي وقرر رفعه لوزارة اللوح وحصل حينها "كمال" على رقم "صادر" خلال ثلاثة أيام فقط.

تعلم من أخطائك


أين في الوزارة
بعدها بعدة أيام يقوم "كمال" بمراجعة الوزارة لكنها كبيرة ولها عدة أفرع!
لقد لاحظ وجود مكتب مديرية "اللوح" قريب من قريته وقرر البدء به...
وعند وصوله قدم رقم "الصادر" للموظف المختص الذي نصحه بالذهاب للوزارة نفسها في المدينة!
يذهب "كمال" للوزارة التي قامت مؤخرا بتحديث نظام "الصادر" و"الوارد" لتسهيل خدمة المرجعين
لكن الموظف أخبره بأن معاملته لم تصل بعد ونصحه بالقدوم بعد يومين...
وفي الزيارة الثالثة تم تحويل "كمال" الى موظف أكثر خبرة ليعلمه أن المعالة لا بد أن تكون في إدارة شؤون اللوح!

الوصول إلى الإدارة
الإدارة كانت أقل تنظيما وأكثر عفوية
ليس لديهم نظام متطور وهناك سجلات في كل مكان!
يقدم "كمال" الرقم للموظف فيعطيه رقم "الوارد" ليراجع به داخل الإدارة
في الداخل يحصل على رقم آخر... ولكن هذه المرة مع اسم!
اسم من؟ الموظف المسؤول عن المعاملة انه "سند"!

"سند"
سند شخصية مرحة... لكن مكتبه لا يتسع لحجم الفوضى التي يعيش فيها :)
تبدأ القصة مع "سند" مع اقتراب العيد فينصح "كمال" بالقدوم بعد العيد!
بعد العيد يبدأ "سند" بطلب حضور مقاول اللوح...
طلب حضور أول ... ثاني ...
ثم يغيب "سند" عن الإدارة لإلتحاقه بدورة تدريبية!
في هذه الأثناء يقوم مدير الدائرة بتوجيه "عبد الله" بإكمال المعاملة
"عبد الله" هو الموظف النشيط بالإدارة... تستطيع معرفة ذلك من حجم المعاملات على مكتبه في الوقت الذي تكاد لا تلاحظ وجود أوراق على المكاتب الأخرى!
 تبليغ ثالث...
يحضر المقاول ليقدم افادته بأن مدة الضمان على اللوحة قد انتهى!
يتنفس "كمال" الصعداء... يبدو أن الموضوع قد قارب النهاية...
بينما لم تكن سوى البداية بالنسبة للإدارة!
انه العيد مرة أخرى :)

بعد شهرين
يعود "سند" بعد شهرين من ذهابه للدورة
ليجد "عبد الله" قد جهز المعاملة لترسل لمكتب العمدة...
لقد قمنا باتخاذ الإجراءات اللازمة وننتظر التوجيه...
يستلم "كمال" حينها رقم "صادر" ليراجع مكتب العمدة...
بعد ايام يراجع "كمال" مكتب العمدة برقم "الوارد" ليجد الرد جاهزا مع رقم "الصادر"
لقد رد مكتب العمدة بوجوب تجديد اللوحة...
الإدارة كان لها رأي آخر!

مكتب اللوح
يسأل "سند" "عبد الله" عما يجب فعله الآن، هل نرسل الطلب لمديرية اللوحات؟
"عبد الله" يجيب بالنفي... ويخبر "سند" بأنه يجب اعادة المعاملة للعمدة ليخاطب مكتب اللوح...
هذا ما حصل وبالمقابل حصل "كمال على رقم "صادر"
مكتب العمدة بعد عدة أيام منح بدوره "كمال" رقم "وارد"
ثم قرر بوقف هذه الدائرة المفرغة بأمر صريح تجدد فيه اللوحة...
نعم صحيح... حصل "كمال" على رقم "صادر" :)
الإدارة... رقم "وارد"... "سند"
ينظر "سند" الى كمال بابتسامة ويحسده على نشاطه :)
حسنا اذا سنرسل المعاملة الى مديرية اللوحات..."صادر"

الحلقة الأخيرة
في المديرية هناك نظام متطور كالذي في الوزارة
رقم "وارد" مع اسم... انه "ثابت"
"ثابت" يقوم بالبحث عن المعاملة لكنه عاجز عن ايجادها
"بالتأكيد ليست عندي" يخبر "كمال" وينصحه بزيارة المكتب المركزي "للصادر و الوارد"
يقوم على الفور بالذهاب اليه فهو في الطابق الثاني
الموظف غير موجود...
في اليوم التالي يحضر الموظف ليخبره بأن المعاملة لدى "عثمان"
"عثمان" قد توفى والده رحمه الله وهو في اجازة.
يعود "عثمان" بعد أسبوع ويستلم المعاملة... "كمال" كان في انتظاره ليقدم التعازي ويسأله... بالتأكيد عن اللوحة...
يقرأ "عثمان" المعاملة ويرجع كرسيه الى الوراء...و يقول:
"انني أعرف هذه القرية تماما... أذكر أن الطريق اليها كان غير معبد"...
"لماذا لم تطلب تعبيد الطريق بدلا من تجديد اللوحة؟"

ما زال "كمال" على قيد الحياة...


دمتم بخير

   



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عام مضى

أحلام صغ كب يرة

"إني جاعل في الأرض خليفة"