المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف ماء من السماء

"إني جاعل في الأرض خليفة"

صورة
خلق الله آدم ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه ثم جعله في الأرض خليفة. ولكي ينجح في هذه المهمة أعطاه الله الآتي: علّمه الأسماء كلها... ألهمه طريق الخير وطريق الشر... ومنحه حرية الإختيار فيما ينوي... وهنا أصبح هو وذريته مكلفين ومحاسبين على أعمالهم. فكيف تحاسب شخصا لم تعلمه وترشده وتعطيه حرية القرار؟! ولماذا أنزل الله التشريعات إن لم تكن قادرا على كبح شهواتك؟! هذا الدرس الرباني تجده مطبقا في أي كيان ناجح. اذا هل أنت مسير أم مخير؟ روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم الحديث المشهور: (انما الأعمال بالنيات، وإنما لكل إمرىء ما نوى.......) الى آخر الحديث. الحقيقة الواضحة من القرآن والسنة النبوية المطهرة أن منطقة الضمير هي منطقة حرة فأنت حر بما تنوي، تضمر وتعتقد... وهنا يجب أن نفرق بين النية الصادقة والأمنية فالنية الصادقة ستنعكس على الأفعال أما الأماني فلا. عنما تخرج النية الى حيز الفعل هنا تبدأ التيسيرات إما الى خير أو شر نويته وعلى قدر نيتك تُهدى السُبل. وعلينا هنا التسليم بأمر غاية في الأهمية وهي أن معرفة الله لما سيكون من الأقدار هي غيب مطلق...

عام مضى

صورة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات... اللهم ان أصبت فبتوفيقك وان أخطأت فمن نفسي... أود شكر جميع من زار هذا المنزل المتواضع من كافة أنحاء العالم... هنا أمضينا قليل من الوقت  دونما ميعاد... جمعتنا مشاعرنا المشتركة عندما قررت البحث في بحر الكلمات... أشكركم مرة أخرى وألقاكم مع مزيد من اللحظات...

أين نجح المجتمع الإسلامي الأول؟

صورة
هذه المدونة عبارة عن نقاش مفتوح في شكل نقاط، تفصيل النقاط متروك لمخيلتكم حينا ولوقائع التاريخ حينا آخر أرجو من الجميع طرح أفكارهم بالإضافة أو التعديل... 1-  الحب: لكي تحب شيئا فلا بد أن يكون جديرا به... هذا المجتمع كان مليء بالقيم والمعاني الجديرة بالحب والتضحية. 2- وثيقة مكتوبة للحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين فيما عرف بوثيقة المدينة 3- التوجيه، التعليم والتدريب كانت سمة المرحلة. قصص العقاب تكاد تكون معدومة 4- التعاليم والأفعال كانت متوازية لذلك كانت هناك مسؤلية اجتماعية منتشرة تتجلى في : - حرب ضد الفقر، الجهل والمرض - عدم استغلال حاجة الآخرين وضعفهم - الإيجابية باشراك من حولك بمعروف علمته أو نصحهم بالإبتعاد عن منكر تعرفه. - الإستقرار النفسي للأسرة قد يصل الى الشغل الشاغل في كثير من الأحيان - النقاش وان اختلفت أشكاله كان له هدف واحد: الوصول للأفضل - المساكين من حول الشخص المقتدر كانوا أهم من المتنفذين في مجتمع آخر. - تربية النشئ ليس فقط على تحمل المسؤلية بل والإرتقاء بمستوى المجتمع.   - نتيجة هذه المسؤلية الإجتماعية مفهوم الحسد كان غير وارد في أذهان ه

مهارات المؤمنين في التواصل مع الآخرين!

صورة
تستعرض هذه المدونة مجموعة من النقاط السريعة في آداب الحوار والتواصل مع الناس من حولنا.  هذه النقاط مستقاة من سورة الحجرات . المُعلم 1. لا تتقدم على المحدث قبل أن ينتهي من طرحه. 2. لا ترفع صوتك فوق صوت محدثك. 3. لا تنادي العالم أو الأستاذ من بعيد كي يسمعك أو يرد عليك، حاول الوصول الى جانبه والتكلم معه. 4. اذا تعذر الوصول اليه فانتظر الأوقات التي يلتقي بها الناس. المعلومة 5. عندما تصلك معلومة من شخص... عليك تقييم هذا الشخص من حيث الخلق والأدب. 6. تأكد من صحة المعلومة التي تصلك من أي شخص. المؤمنون اخوة 7. اذا اختلف فريقان لا بد من محاولة الإصلاح بينهما وعدم الوقوف على الحياد. 8. في حالة تعدي أحد الفريقين على الآخر بالظلم فيجب نصرة المظلوم حتى يستجيب الظالم. 9. عندما يستجيب الظالم نعاود الإصلاح بين الفريقين بالعدل والحقوق. درس عظيم نتعلمه في أدب الإختلاف مع الآخرين، وليس معنى أن نكون أتباع دين واحد أن نكون فرقة واحدة أو بلد واحد! لكن يجب علينا أن نسعى في بقاءنا اخوة بسلام.  المجتمع 10. لا تسخر من شخص/عائلة/بلد 11. الشتم أو حتى الإيماء باحتقا

25/75

صورة
ورد في سورة لقمان  من الآية 13 الى 19 اثنى عشر موعظة من لقمان لإبنه: قال تعالى: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٧﴾ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿١٨﴾ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ  وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴿١٩﴾ لنتأمل هنا مع هذه الوقفات: 1- حملت الآيات 9 أوامر و 3 نواهي. 2- مسار المواعظ كالتالي: - التوحيد -  بر

الثقة والكفاءة

صورة
 إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴿٢٦﴾ سورة القصص تلخص الآية الكريمة السابقة مدونة اليوم التي تتحدث عن التوظيف بأسلوب بليغ ومختصر. فهي تعكس أهم معيارين في عملية التوظيف: 1- الكفاءة 2- الثقة من خلال مشاهدتك لأي منظمة/مؤسسة/شركة أو دولة ناجحة ستجد أن تطبيق هاذين المعيارين على توظيف المدراء بنسة تتجاوز السبعين في المائة على أقل تقدير وراء هذا النجاح الباهر. مفترق طرق سنستخدم الوصف "كيان" عوضا عن دولة/شركة/مؤسسة أو منظمة. عندما يقف متخذ القرار في أي كيان أمام توظيف أحد المدراء فإنه أمام ثلاث حالات: 1- شخص ذو كفاءة وثقة وفي هذه الحالة ليست هناك مشكلة. 2- شخص يحمل إحدى المؤهلين، إما الكفاءة أو الثقة 3- شخص لا يحمل كليهما وفي هذه الحالة لا توجد مشكلة أيضا كل ما عليه أن يدله على باب الخروج :) مفترق الطرق بين الكفاءة والثقة غالبا ما سيأخذ منحى الثقة لعدة أسباب أهمها أن الشخص الغير ثقة قد يشكل تهديدا على هذا الكيان في حين أن قليل الكفاءة يشكل عائق/عبء في مسيرة الكيان. سبب آخر يمكن أن يكون وراء تفضيل قليل الكفاءة وجود كفاءات أخرى في الكيان ق

قصة نجاح من 19 الى 44

صورة
مدونة اليوم تستعرض محطة من محطات النجاح  وردت في  سورة النمل من الآية 19 الى 44 للنبي سليمان عليه السلام. وليس الغرض منها تفسير الآيات ولكن الإستفادة من هذه المحطة الرائعة والناجحة وايجازها في مجموعة من النقاط. سليمان القائد "قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ" التواضع وشكر النعم أول سمة من سمات القائد سليمان. "وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ " هل كان للطير مهمة محددة أو اجتماع دوري يدعى له الجميع؟ قد يكون هذا أو ذاك لكن الواضح أن القائد سليمان كان يتفقد هذا الجمع  ثم لاحظ "هو" غياب الهدهد لكنه لم يكتفي بملاحظته بل تأكد من غيابه. "أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ" التغيب عن الإجتماع بدون عذر أمر غير مقبول ويحتاج الى عذر واضح القائد سليمان كان يتقبل الأعذار الحقيقية ويعاقب المستهتر. "أحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" قد تكون احدى مهام الطير في ملك سليمان تقصي الأخبار وربما كان باب المبادرات مفتوحا في هذه المملكة الناجحة. لكن أسلوب الهده

أقم الجدار

صورة
طلب منه المساعدة فلم يتأخر فعل ما يستطيع وآخر طلب منه النصيحة فأفاده ضمن ما يعرف اتصل به الثاني بعد فترة ليشكره على النصيحة التي أثمرت الأول لم يفعل، ولا يدري ان كانت أثمرت أم لا! ما بين الطلب والنتيجة خلا تلك الفترة بعد "الطلب" ظل يسأل نفسه عدة أسئلة... هل أصبت؟ هل قمت بما يجب؟ هل نجح؟ وهل وهل وهل؟! لكنه نسي السؤال الأهم من ذلك...لماذا؟ لماذا قمت بالمساعدة؟ هناك عدة اجابات بديهية... لأنك تحب ذلك الشخص أو ربما لأنك تحب المساعدة وهناك أسباب غير بديهية... ليخبرك بما صنع بالنصيحة! أو ليشكرك على المساعدة لاحقا! ربما كنت تنتظر شيئاً بالمقابل... من يدري أقم الجدار في مدونة "المجتهدون الأربعة"  ورد معنا قصة النبي موسى مع الخضر وكيف قاما بإقامة الجدار الآيل للسقوط برغم سوء معاملة أهل القرية لهم! لقد أصلحا ذلك الجدار لطفلين قد لا يرياهما قط بعد ذلك! دمتم بخير

النوافذ الخمس

صورة
غالباً ما توصف الحياة على أنها طريق وهذا الوصف هو ما أميل إليه ففيه عدة معاني... الحركة...المسار و الوجهة. هناك طرق مستقيمة وأخرى ملتوية بعض الأحيان تكون معبدة وأخرى تحتاج الى تعبيد لتكمل السير "حلمك" هو ما سيحدد المسار والوجهة وهو حلمك أنت فلن أتحدث عنه. لكن اسمح لي أن أتحدث عن تفاصيل في هذا الطريق. الحياة... زمن! في معظم الأحيان نتحدث عن الحياة بوصفها فترات زمنية البعض يراها انجازات ويمكن للبعض أن يصفها بالمعركة! أيا كان سآخذ "اليوم" كوحدة زمن. اذاً هذه الحياة طريق وهذا الطريق مقسم الى أيام. رحلة اليوم في أدبيات الوعظ الديني الجميلة هناك تركيز على العبادات والتي تطرقنا في مدونة "الإيمان والعمل الصالح"  انها مقتضى الإيمان. أنت قررت أن تؤمن فمقتضى ذلك أن تعبد الله! أما العمل الصالح فهو المسار الذي تمشي فيه... الطريق الذي سيوصلك الى هناك... وأنا في رحلة البحث عن المسار الصحيح التي مازلت أعيش فيها أو أتمنى ذلك على الأقل لاحظت وجود خمس نوافذ تكرر معي كل يوم تتغير الأعمال تارة... الوجوه تارة أخرى... رب

الفضل لا يعني العلو

صورة
"وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ  ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ  ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ" ﴿ ٧١ ﴾   سورة النحل. من روائع ما قرأت هو تفسير هذه الآية الكريمة للشيخ الشعرواي رحمه الله. كيف فضّل الله بعضنا على بعض وأبقانا بحاجة بعضنا البعض. هذا التكامل الجميل الذي يعطي لكل مجتهد حقه دون الإقلال من قيمة أحد. ليس هذا فحسب، قد يفضل الله انسان بالولد "سواء ذكر أو أنثى" أو بالعلم أو المال لكنه ينظر الى ما في قلوبنا في النهاية وقد أفلح من أتى الله بقلب سليم. الطبقية العادلة أن تكون أفضل لا يعني أعلى. "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ  ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا  ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا  ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" ﴿ ٣٢ ﴾ سورة الزخرف لقد فُضّلت اليوم فماذا فعلت بما فضّلك الله به؟ هل سخّرت ه

الإيمان والعمل الصالح

منذ فترة وأنا أمر على آيات الإيمان والعمل الصالح دون تمعن الى أن قرأت مقالة الأستاذ براء أصفري والتي يناقش فيها جدلية،  "العبادات في كونها الركن الأساسي للدين أين يجب أن تُصنّف؟ هل تحت الإيمان أم تحت العمل الصالح؟" يخلص أصفري إلى "في أن تكون العبادات تحت الإيمان، أي أنّها لا تتعلق أبداً بالعمل الصالح". وهنا نعود الى مفهوم "أحسن عملا" في سورة الكهف ومثاله ذو القرنين الذي أفنى حياته بالعمل... العلم... نشر العدل... المشاركة...التواضع والإيمان. عندما كنت أتحدث عن مفهوم "العمل الصالح" بشكل شمولي كنت أغفل عن الإصلاح الدنيوي! بينما ذو القرنين ظل "يتبع سببا". الإيمان هو الدافع للإصلاح أن تكون مسلما يعني بالضرورة أن تلتزم الفرائض وتجتنب المحرمات. أن تسعى للإيمان فعليك المبادرة للخطوة التالية...الإصلاح في الأرض. الأرض التي اختارها الله لبني آدم. ببساطة: "ان قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل" ترك لنا معلم هذه الأمة مبادئ تقوم عليها المدنية وبنظرة سريعة على التاريخ